أول ملتقى للاستفادة من الكفاءات المغربية المهاجرة إلى ألمانيا Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: مبادرة تعبئة الكفاءات المهاجرة الألمانية المغربية للمساهمة في تنمية البلد هي الأولى من نوعها توجه جديد لتعزيز التعاون بين المغرب وألمانيا عبر "ملتقى الكفاءات الألمانية المغربية" في مدينة فاس. الملتقى الذي شارك فيه نحو 300 من الباحثين والخبراء شهد التوقيع على عدة اتفاقيات لتعزيز التعاون العلمي والطبي بين الطرفين. شهدت مدينة فاس المغربية في 20 و 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 انعقاد "ملتقى الكفاءات الألمانية المغربية" الذي يهدف إلى إدماج الكفاءات المنحدرة من أصل مغربي بمشاريع تنموية في موطنهم الأصلي. وتحظى هذه المبادرة الأولى من نوعها بدعم رسمي من المغرب وألمانيا، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني.
شارك في الملتقى أكثر من 300 شخصية ، حوالي 50 بالمائة يحملون الجنسية الألمانية ، وكان من بين الحاضرين في الملتقى الشاب الألماني المغربي الأصل دحدوح الذي يشغل منصبا رفيعا في إحدى مؤسسات المعلوماتية في ألمانيا.
ويمثل هذا الشاب شريحة تضم عددا من الأكاديميين المغاربة الأصل الذين حضروا إلى فاس للمشاركة الملتقى، حيث يقيمه "كمحاولة جيدة للاستفادة من خبرات المهاجرين المغاربة في ألمانيا". ويأمل دحدوح في أن تصبح مثل هذه المنتديات حلقة وصل بين موطن أبيه الأصلي، أي المغرب وألمانيا التي يعتبرها " بلده الثاني". لم يكن حضوره لهذا الملتقى بهدف تقديم عرض لمشروع اقتصادي، بل فقط لأن مبادرة الملتقى ذكرته "بقصة الابن الضال دون أن أكون ضالا"، إذ استدرك ضاحكا ا أنه يزور كل صيف أقاربه في المغرب و"هم ليسوا في حاجة للبحث عنه"
التوقيع على مشاريع مشتركة Bildunterschrift:
Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: تم على هامش الملتقى التوقيع على سبع اتفاقيات بين شركاء مغاربة من ألمانيا وشركاء من القطاعين الخاص والعام في المغرب مبادرة تعبئة الكفاءات المهاجرة الألمانية المغربية للمساهمة في تنمية البلد هي الأولى من نوعها لأنها تسعى إلى تحقيق مشاريع عبر الكفاءات وبالتعاون مع مؤسسات وطنية ومع القطاع الخاص وهيئات المجتمع المدني. ويبدو ان الحكومة المغربية تعلق آمالا كبيرة على نتائج هذه المبادرة الأولى مع ألمانيا، حيث توجد لديها رغبة في تفعيل التجارب لاحقا مع دول أخرى مثل كندا و بلجيكا و فرنسا التي تتواجد فيها جاليات مغربية كبيرة كما أكد وزير الهجرة المغربي.
بداية المبادرة توحي برغبة كل الأطراف في تعزيز تعاونها حيث تم على هامش الملتقى التوقيع على سبع اتفاقيات بين شركاء مغاربة من ألمانيا وشركاء من القطاعين الخاص والعام في المغرب. وتبلغ القيمة الإجمالية لهذا المشاريع حوالي مليون يورو.
وقد شملت مجالات الطب والصحة والبحث العلمي و التكنولوجيات الحديثة و المعلوماتية. كما تم التحضير لمجموعة من الاتفاقيات الخاصة مثلا بالتكوين المستمر بين شركة صناعة السيارات ب م دبليو/ BMW والمدرسة المحمدية للمهندسين في الرباط.
المغرب يأمل بتعميم التجربة مع دول أخرى Bildunterschrift:
Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: السفير الألماني أكد ان ألمانيا تعمل على دعم مبادرات في مجالات أخرى بهدف تقوية التعاون بين ألمانيا والمغرب . الملتقى الذي نظمته وزارة الهجرة المغربية بتعاون مع شبكة الكفاءات الألمانية المغربية يشكل تجربة جديدة في التعاون المغربي الألماني. حيث انه يهدف حسب وزير الهجرة المغربي محمد عامر إلى" بناء منهجية عمل جديدة " تقوم على تعاون ثلاثي بين بلد الاستقبال والبلد الأصلي والكفاءات المهاجرة. وبالنسبة للوزير المغربي "فان الوقت قد حان الآن لإدماج تلك الكفاءات التي تقوم بادوار مهمة في ألمانيا والاستفادة منها أيضا في بلدها الأصلي".
وبالمقارنة مع عدد من دول جنوب البحر البيض المتوسط يقيّم الوزير المغربي هذه المبادرة مع ألمانيا عاليا و يعتبرها مهمة بالنسبة لدول أخرى مضيفا أن لكل دولة تجربتها الخاصة في التعامل مع الهجرة والتعاون غير أن هناك "خصوصيات و قواسم مشتركة لا يمكن تجاهلها" وهي ضرورة تنظيم شبكات و جمعيات ومنظمات بهدف تعبئة تلك الكفاءات.
دعم رسمي ألماني للمبادرة Bildunterschrift:
Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: وزير الهجرة المغربي محمد عامر يدعو إلى"بناء منهجية عمل جديدة" تقوم على تعاون ثلاثي بين بلد الاستقبال والبلد الأصلي والكفاءات المهاجرة. الجانب الألماني الرسمي الذي تجلى حضوره في الملتقى بشخص السفير الألماني بالمغرب اولف ديتر كليم/ Ulf-Dieter Klemm وممثلين عن هيئة التبادل التقني الألمانية جي تي زد/ GTZ وغيرها من المؤسسات والأفراد أكدوا في مداخلاتهم على دعم ألمانيا لمثل هذه المبادرات في علاقات التعاون مع المغرب.
وإعتبر السفير الألماني انه رغم التركيز أساسا على الجوانب الاقتصادية والعلمية في العلاقات الثنائية بين البلدين، فان ألمانيا تعمل على دعم مبادرات في مجالات أخرى بهدف تقوية هذا التعاون.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن وزيرة التعاون و التنمية سابقا هايدهماري فيستيروك تسويل/ Heidemarie Wieczorek-Zeul كانت قد أكدت خلال استقبالها قبل عام لأعضاء شبكة الكفاءات الألمانية المغربية على أهمية إدماج الجاليات من أصول مهاجرة في مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان الأصلية، واعتمدت في ذلك على تقرير للجنة الأمم المتحدة لشؤون المهاجرين وعلى توصيات تدعو الدول الغنية إلى تكثيف تعاونها مع الجاليات المقيمة بها. وقد تجسد ذلك في وقت لاحق على شكل مساهمات للحكومة الألمانية في مشاريع التنمية المستدامة، حيث تشارك وزارة التعاون الألمانية في تمويل قسط قد يصل الى مستوى 50 بالمائة من قيمة المشاريع التي تنطلق من جمعيات المهاجرين، ومن فكرة إقامة مشاريع مستدامة في الموطن الأصلي للمهاجر.